الجنة دارُ البَقاءِ والخُلُود و مَقَام الصالحين والمؤمنين أوجدها الله وجعلها محطة للوصول وغاية للأبرار ومجازاة لهم على سعيهم وعملهم الصالح فى الدنيا. وقد تم ذكرها في القران ما يربو عن 144 مرة من اجمالى سور القران الكريم بصيغ مختلفة، بصيغة المفرد والمثنى والجمع ودون أل التعريف، مثل جنة وجنتين وجنتان وجنتيّ وجنات هذا بخلاف ذكرها باسماء اخرى الفردوس وعدن والنعيم والخلد والسلام والقرار والحسنى وغيرها من الأسماءالتى تبين حال المؤمنين فيها من استقرار ودوام ونعيم وسلام. وقد استفاض القران الكريم في وصف نعيمها وفضلها وبيّن القرآن أن في الجنة جميع الملذات الحسية والمعنوية وما لا يوجد مما يشتهيه أهلها يخلقه الله لهم، قال تعالى : { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين } ؛.ليضعها المؤمن نصب عينيه فتكون له دافعا ومحفزا على الوصول ولبذل الغالي والنفيس ليصل اليها بعدانقضاء اجله وفناء عمره شريطة ان يكون قد مات مومنا صالحا موحدا.
المحتويات
وصف الجنة كما جاء فى القران الكريم :
أبدع الخالق عز وجل في وصف الجنة وعدد انواع النعيم فيها من طعام وشراب وملبس ومسكن ولباس ومياه وأنهار وحور عين وكل ما يتعلق باحوال اهل الجنة فى وصف دقيق ومبدع يخلب القلوب والافئدة ويشحذ الهمم والعزائم ليتسابق المسلمون لدخولها ويتنافس المؤمنين لوصولها كما جاء فى قوله سبحانه وتعالى: { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين }(آل عمران: 133)، وقال تعالى: { سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم }(الحديد. كما بين الله سبحانه وتعالى فى كتابه أن الجنة درجات ومنازل لايتساوى جميع قاطنيها بل درجات بعضها فوق بعض، قال تعالى: { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيماً * درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما }(النساء: 95-96)، وقد ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض”. كما اجتمعت الرسل جميعها أن سبيل الوصول الى الجنة هو طريق واحد وهو في الايمان والعمل الصالح فلا ينبغى على المؤمن أن يتبع سبل الشيطان من كفر وضلال ويحيد عن طريق الايمان و التوحيد والعمل الصالح قال تعالى: { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله }(الأنعام: 153 )،كما جاء فى الحديث الشريف عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: خط لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خطاً ثم قال: ( هذا سبيل الله ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله، ثم قال: هذه سبل متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } رواه أحمد وغيره. فمن أراد الجنة فلا غنى عن هذا الطريق ، وهو سهل على من سهله الله عليه.
ذكر ما جاء في أبواب الجنة :
ذكر القرآن أن للجنة ابواب كما وضح الحديث الشريف عدد تلك الأبواب قال الله تعالى: { وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين }(الزمر: 73)، وفي الصحيحين من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله قال: ( إن في الجنة ثمانية أبواب ) متفق عليه.
ذكر ما جاء في انهار الجنة :
ذكرالقرآن أن شراب المؤمنين في الجنة من أنهار وعيون ، كما في قوله تعالى: { جنات تجري من تحتها الأنهار }(البقرة:25)،. وقال تعالى: { فيهما عينان نضاختان }(الرحمن:66)، أي: فوّارتان بالماء و عدد القران أنواع الشراب في الجنة من عسل ولبن وخمر وماء مصفى كا جاء في قوله تعالى: { مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى }(محمد: 15 )
ذكر ما جاء في طعام اهل الجنة :
عدد القرآن طعام أهل الجنة، وأنهم يتناولون كل ما يشتهون من سائر الطعام الطيب، من لحوم وفاكهة كما جاء في قوله تعالى: { وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون * يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم }
كما ذكر القرآن آنية أهل الجنة التي يأكلون ويشربون فيها، وأنها صحاف وأكواب وكؤوس، قال تعالى: { يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب }(الزخرف: 71)، وقال تعالى: { يطوف عليهم ولدان مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين }(الواقعة: 17-18).
ذكر ما جاء في مساكن أهل الجنة :
وبين القرآن أن مساكن وبيوت أهل الجنة هي عبارة عن غرفاً مبنية بعضها فوق بعض، قال تعالى: { لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية }(الزمر:20)، وقال تعالى: { وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهو في الغرفات آمنون }(سبأ:37)، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( إن في الجنة غرفاً يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابي فقال: يا رسول الله لمن هي ؟ قال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام.
أعلى مراتب الجنة :
أعلى مرتبة في الجنة هى الفردوس الأعلى كما جاء في قوله تعالى: { أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون }(المؤمنون:10-11)، وقال تعالى: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا }(الكهف:107)، والفردوس اسم يقال على جميع الجنة، ويقال على أفضلها وأعلاها، وأصل الفردوس البستان والفراديس البساتين .جعلنا الله واياكم من الفائزين بيها.