المحتويات
تعريف
الحديث النبوى الشريف يمكن تعريفه على أنّه كُلّ ما ورَدَ عن النبيّ الخاتم سيدنا مُحمّد صل الله عليه و سلم من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير، و يدخل ايضا صفاته الخُلُقيّة او الخلقيّة صفةٍ. فالحديث الشريف هو كلام و صياغه من سيدنا رسول الله صل الله عليه و سلم و بيان ذلك لان هناك ما يسمى بالحديث القدسى الشريف الذى هو معنى من عند الله عز وجل و لكن بصياغة سيدنا رسول الله صل الله عليه و سلم ، و القران الكريم هو كلام الله عسبحانه و تعالى و صياغة و معنى و هو كلام منزل و تشريع سماوى للتعبد اوحى به لسيدنا محمد صل الله عليه و سلم عن طريق امين الوحى سيدنا جبريل عليه السلام. و يمكن ان يطلق على الحديث الشريف السنه النبويه المطهره التى تعد ثانى مصادر التشريع بعد القران الكريم.
علم مصطلح الحديث
هناك ما يسمى بعِلم مصطلح الحديث الذى نشأ نظرا لاهتمام المسلمون الاوائل بالحديث الشريف على مدى التاريخ الاسلامى و يمكن تعريفه بانه هوَ العُلم الذي يهتم بدراسة حديث رسولِ الله صلّى الله عليهِ وسلّم، و يقوم بضبطه من حيث دراسة السند الذى هو تتبع سلسلة الرواة الذين نقلوا إلينا الحديث، و ايضا دراسة المتن الذي هوَ نصّ ضياغه الحديث النبويّ الشريف. فالسند يهتم بالرواه و يقوم بتصنيفهم من حيث كونهم ثقه و يتصفون بالمروءه و الصدق و بناءا على ذلك تم تقسيم الحديث الى مرسل و مقطوع بالاضافه الى وجود الفاظ تصف من ينسب كذبا احاديث الى النبى صل الله عليه و سلم مثل مدلس و كاذب و الى غير ذلك، اما المتن فيهتم بصياغه كلمات الحديث كونها زائده او ناقصه عن ما قال سيدنا رسول الله صل الله عليه و سلم و ايضا الاسلوب البلاغى الذى تم به التدوين. و بناءا على ذلك تم تقسيم الاحاديث الى صحيح و حسن و ضعيف. كما ان هناك عنايه بنقل الحديث من جيل الى اخر فى ما يسمى بحديث احاد حيث لم يرويه الى فرد واحدا، او حديث متواترالذى يرويه جماعه الى جماعة اخرى و يشترطفى التواتر عدم الانقطاع.
تتفرّع علوم كثيره من عِلم الحديث عُلومٌ كثيرة كُلّها بغرض دراسة الحديث و فهمه وتحديد درجته درجته؛ من تلك العلوم علم تراجم الرجال او علم الطبقات الذى يبني عليه عِلم الجرح والتعديل و ايضا كما ذكرنا سابقا علم الحديث و علم مصطلح الحديث. و نتيجه لتلك العلوم يمكن الحكم على الحديث من حيث كونه ضعيف او صحيح و غير ذلك من درجات الحديث التى صنفها العلماء. رواه الحديث يعنى بها دراسة الاسانيد التى تشمل الرواه من الرجال، حيث يخضع هؤلاء الرجال لميزان الطبقات التى وضعها كبار علماء الحديث لسير رواة الاحاديث و تراجمهم كابن سعد و ابن حجر العسقلانى و غيرهم كثير رحمهم الله.و لو ورد فى حق احد رواة الحديث شبهه رده العلماء و لا ياخذوا عنه، اما المشهود لهم بقوة الحفظ و دقة النقل و الصدق و الامانه و لم يرى منه اى شئ من خوارم المروءه فيكونون الثقات فى الروايه و العدول الاخيار وهذا هوَ التعديل، بينما من اشتهروا بالنسيان و نقص فى الحفظ و قلّة الدقّة في النقل أو الكذب على رسول الله و التدليس عليه فيعد هؤلاء هُم المجروحين في الرواية والذين لا تُقبل منهُم رواية حديث. و بهذا يكون قد اتضح مفهوم الجرح و التعديل الذى يبنى عليه معرفة الحديث و درجته و مصطلحه.
نشأة علم الحديث
ينقسم تاريخ نشاة علم الحديث الى مرحلتين هما الاولى : مرحلة عهد الصحابة و فيها اجتهاد الصحابه بالبحث في القرآن الكريم والسنة النبوية عن ضوابط من خلالها يُمكن معرفة الحديث الصحيح من غيره؛ فتوصلوا الى أنّ حفظ السنة النبوية لا يتم إلا من خلال اتباعها. و التشدد من تدوين غير الصحيح من قبل الرواة و التثبت من الأخبار قبل قبولها، و دائما تلقى السنه الهجوم و خاصة فى احتمال الخطأ فى الروايه فينبرى علماء الحديث بوضع اسس و قواعد تكفل بقائها صافيه و نقيه كلّما تعرضت السنة النبوية لخطر قاموا بوضع أسس و قواعد تكفل بقاءها صافية ونقيّة، و موضوع احتمال الخطأ في الرواية تمت معالجته بقصر الراوي على روايّة الأحاديث التي يكون متأكد من صحتها و حفظها، وترك ما يشك في حفظه. و امر اخر فى المعالجه لما يشك فى خطئه هو عرض الرواية على القرآن و ما ثبت من السنة النبوية؛ فإن كان هناك ما يعارضهما تيقنوا من خطأ الراوى. و من الامور ايضا لذكالامر الهام هو التثبّت من الراوي بشاهد أو حلف اليمين لقبول روايته في حال النسيان أو الخطأ.
اما المرحلة الثانيه فهى مرحلة عصر ما بعد الصحابة حيث تفشى الكذب في الاحاديث ؛ ولهذا استحدث علماء المسلمين عدّة أساليب لحفظ الحديث من الكذب و التى منها السؤال عن أسماء رواة الحديث من أجل التأكّد من دقّتهم و صدقهم، حيث نشأ في هذه المرحلة علم طبقات الرجال و علم الجرح والتعديل. و يصل الامر الى الذهاب إلى راوي الحديث الذي سمع الحديث من رسول الله صل الله عليه و سلم للتأكّد من صحّة الحديث. و كذلك عمل مقارنة لنفس الحديث تم راويته من راويين من أجل اظهار الخطأ أو الكذب او التدليس.
أهمية الحديث الشريف
في التشريع الإسلامي هناك ما يسمى الفرض و السنة ، حيث ان الفرض هو أوامر الله تعالى، و اما السنة هي الأفعال و الأقوال التي صدرت من الرسول سيدنا محمد بوحيٌ من الله ، و للسنه. و الحديث النبوي هو المصدر الثاني في الإسلام بعد القرآن الكريم للمسلمين. و على نفس السياق الحديث الشريف له نفس اهمية القرآن الكريم. فاننا نجد الاشاره فى الصلاه و انهاركن من اركان الاسلام بالقران الكريم و لكن لا نجد كم ركعاتها و لا شروطها و سننها، و هنا تأتى أهمية الحديث النبوي الشريفالتى اوضحت الاحكام و عدد الركعات و بهذا يعتبر الحديث ذو اهميه ليكون المؤمن على بينه باحكام دينه و فروضه التى يجب القيام بها.
لا يمكن نكران فضل الأحاديث النبوية الشريفة على الأمة الإسلامية، و دورها الكبير في نقل سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. و للاسف فى العصر الحديث ظهر ما يعرف بمنكرى السنه لما وجدوا فى داخل السنه احاديث مكذوبه على سيدنا رسول الله صل الله عليه و سلم و احاديث ضعيفه من حيث المتن او السند و ايضا نتيجه للفهم المغلوط للمعانى و تأويلها على غير مراداها ادى ذلك الى زعزعة الثقه فى السنه كلها و التشكيك فيها و زاد الامر فى الهجوم على الرواه حتى وصل الى القدح فى الصحابه. و دائما هناك علماء اجلاء يتصدون لتلك الهجمات الشرسه التى لن تنتهى ما دام الكذب على سيدنا رسول الله صل الله عليه و سلم موجود من قوم لهم اغراض خبيثه منها تشويه صورة الاسلام و المسلمين ، فانهم يقومون بتصحيح المفاهيم و تيسير سبل الاطلاع على صحيح السنه.
أشهر رواة الحديث
كل من نقل عن سيدنا رسول الله صل الله عليه و سلم حديث ذو اسناد صحيح يعتبر من رواة الحديث و كان السند صحيحا يجب وجبَ على المسلمين قبوله. إلا أنَّ أشهر رواة الحديث عددهم ستة أشخاص أو سبعة على حسب أقوال الفقهاء من أهل العلم، و يعتبر الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه من أكثر الصحابة رواية للحديث على الإطلاق، بالرغم من عدد سنوات ملازمته للنبى صل الله عليه و سلم لم تتجاوز اربع سنوات. و من اشهر رواة الحديث مع أبو هريرة و أنس بن مالك و عبد الله بن عمر و عائشة بنت أبي بكر و جابر بن عبد الله و عبد الله بن عباس و يليهم من الصحابة عبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن مسعود و أبو سعيد الخدري.
أفضل كتب الحديث الشريف
لقد كثرت المصنفات فى الحديث و شروحه و امتلات بها المكتبات الاسلاميه و التى لا يمكن الاستغناء عنها لكل من يرغب فى دراسة العلم الشرعى و من تلك المصنفات صحيح البخارى الذى قيل فيه انه اصح كتاب بعد القران الكريم و قد جمع فيه الامام محمد بن اسماعيل البخارى فيه من الاحاديث ما استطاع جمعه من افواه الرجال العدول مشافهة و اشترط فى نقل الحديث المعاصره و الملاقاه وجها لوجه. و هناك كتاب اخر على درجه كبيره فى الاهميه و هو صحيح مسلم الذى يعد من اصح الكتب فى الاحاديث بعد كتاب شيخه صحيح البخارى و قد شرط فى نقل الحديث المعاصره بالاضافه لشروط الضبط و العداله و لكن لم يشترط الملاقاه معتبرا ان المعاصره تكفى عن السماع المباشر.
وهناك كتب اخرى للسنة لم يشترط فيها من قام بجمعها ما اشترطه كل من الامام البخارى و مسلم و يسروا القواعد و ادخلو الحديث الحسن لذاته و الحسن لغيره و ربما تسرب بعض الاحاديث الضعيفه. و كل ذلك اجتهاد بشرى يحتمل فيه الخطأ و الصواب و الكمال لله عز وجل و من تلك الكتب سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
و لم يقف الامر عند ذلك الحد من الاهتمام بالاحاديث بل دونت الكثير من المصنفات لشرح الاحاديث و منها فتح البارى لشرح صحيح البخارى لابن حجر العسقلانى و ايضا المنهاج شرح صحيح مسلم للامام النووى