هل صعب عليك أمر؟ هل لا تزال مترددا بين القبول والرفض؟ اليك ما أرشدنا اليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مذ مئات السنين. كل ما عليك أخى المسلم واختى المسلمة عندما تحتار فى شأن من شؤون حياتك ولاتدرى حينها أين الخير؟ هو أن تتوضأ وضوئك للصلاة وتصلي صلاة الاستخارة وسوف تصل حتما باذن الله الى مبتغاك وضالتك ،وسوف يجعل الله لك من أمرك رشدا. وكان النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذى لاينطق عن الهوى يقدم على الاستشارة كما حدث في كثير من الفتوحات والغزوات وكذلك فعل أصحابه من بعده كانوا يطلبون الرأى والاستشارة من أهل الرأي والصلاح.
المحتويات
حكم الاستخارة وصفتها :
حكمها: صلاة الاستخارة سنة باجماع أهل السنة والجماعة ، والدعاء فيها يكون بعد السلام كما جاء بذلك الحديث الشريف .
صفتها: أن يصلي ركعتين مثل بقية صلاة النافلة، يقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن، ثم يرفع يديه بعد السلام ويدعو بالدعاء الوارد في ذلك، وهو: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويُسميه بعينه من زواجٍ أو سفرٍ أو غيرهما) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به رواه الإمام البخاري في صحيحه
الأوقات التي تشرع فيها صلاة الاستخارة :
لم يترك دينينا الحنيف أمرا من أمور الدنيا الا ودلنا عليه. فإن العبد في هذه الدنيا اذا ما اقدم على أمر ما في حياته ،كمشروع زواج أو سفر أو وظيفة جديدة أو غيرها من أمور الحياة فكل ما عليه حينها هوأن يلجأ الى الله سبحانه وتعالى ويتضرع اليه بالدعاء طالبا منه العون والارشاد حتى يطمئن قلبه ويقدم على هذا الأمر وهو مرتاح البال .
الطريقة الصحيحة لأداء صلاة الاستخارة :
- قم بالوضوء للصلاة عاقدا ومستحضرا النية لصلاة الاستخارة قبل البدء بها.
- صلى ركعتين ومن السنة قراءة سورة الكافرون فى الركعة الاولى و سورة الصمد في الركعة الثانية.
- بعد التسليم من الصلاة ارفع يدك مناجيا ربك ومبتدئا بالحمد والثناء على الله ثم تقوم بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ومن المستحب أن تقرأ الصلاة الابراهيمية («اللّهُمَّ صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ » أو بأي صيغة تحفظ.
- ثم تدعو بدعاء الاستخارة :
(اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ..
اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ..
اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ.)
وعندما تصل الى كلمة اللهم ان كنت تعلم أن هذا الامر وهنا تسمى هذا الأمر مثل اللهم ان كنت تعلم أن زواجي أو سفري أو شرائي لسيارة أو غيرها من الأمور خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل امري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، تقولها مرتين.. مرة بالخير ومرة بالشر كما بالشق الثاني من الدعاء: و ان كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري … إلى آخر الدعاء.
بعد أن تفرغ من صلاة الاستخارة اترك الأمر وامضي فى أمرك وتوكل على ربك ولا تترك شي يضايقك أو يعكرعليك حياتك وسوف تصل الى غايتك وقرارك باذن الله.
أيهما أفضل الاستشارة أم الاستخارة؟
لم يتفق العلماء على هذا الأمر ولكن الغالب والمرجح هو أن الاستخارة تقدم أولاًعلى الاستشارة كما أوضح ذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح كتاب رياض الصالحين ن واستند في هذا الرأى على الحديث الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ …إلى أخره) ثم إذا كررتها ثلاث مرات ولم يتبين لك الأمر، فاستشر، ثم ما أشير عليك به فخذ به وإنما قلنا: إنه يستخير ثلاث مرات، لأنه من عادة النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا دعا دعا ثلاثاً، وهناك رأى اخر ذكره بعض أهل العلم أن المسلم يعيد الصلاة حتى يتضح له أفضل الأمرين.
من الشخص الذى تستشيره؟
- يشترط على الشخص الذى تريد أن تستشيره وتأخد برأيه أن يكون صاحب قرار سديد وحكمة ومثقل بتجارب الحياة ومتأن في ارائه.
- ويشترط أيضا فى من تود استشارته أن يكون مشهود له بالصلاح والتقوى حتى تأمن وتطمئن لنصيحته و ذلك استنادا للحديث، عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ ) لأنه اذا لم يكن كذلك ربما ينصحك بما ليس فى مصلحتك ،أو يشير عليك بما ليس فيه خير لك ولا يكون أمينا في نصحه فلا تصل الى مبتغاك بل وربما تضر في امرك لا قدر الله.