الأوبئة والامراض المعدية أصبحت محل بحث في الفترة الأخيرة بسبب انتشار فيروس كورونا و الذي غير مسار العالم أجمع وأثار الفزع في قلوب الناس أجمعين فأصبح حديث الصغير والكبير والداني والقاصي. هنا كان لابد من الرجوع للقران والسنة ليكون لنا مرشدا في كيفية التعامل مع مثل هاته الاوبئة. وهل يمكن أن نحصن أنفسنا منها ؟ وأيضا ما هي طرق الوقاية منها ؟ ذلك كله كما جاء في القران والسنة . فبالرجوع لقوله تعالى: «قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ » الآية 64 من سورة الأنعام ترشدنا لكيفية التعامل مع كل الهموم والأوبئة في الدنيا دون خوف أو جزع ، فذكر الله والدعاء والتضرع اليه هو السبيل للنجاة من كل المهالك أيا كانت مسمياتها من فيروس كورونا أو غيره من الأمراض والاوبئة ، لأن المسلم يجب ان يعي أن الدنيا دار شقاء وتعب ومرض.
منهج القران والسنة في التعامل مع الأوبئة :
- التداوي واللجوء لأهل الاختصاص :
وضح الإسلام أن لكل داء دواء و أنه ينبغي على المسلم أن يذهب لاستشارة أهل الاختصاص من الاطباء و العلماء طلبا للتداوي والعلاج. فالأدوية و المواد العلاجية هي أيضا جند من جند الله حيث أن الله لم ينزل داء الا وجعل له الدواء، مصداقا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
إن الله لم ينزل داءً، ـ أو لم يخلق داءً ـ إلاّ أنزل ـ أو خلق ـ له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله إلاّ السام، قالوا: يا رسول الله، وما السام ؟ قال: الموت.
- العزل عن الاخرين والنظافة الشخصية :
أيضا لو علم المسلم والمسلمة بانتشار وباء في بلد ما فالذي ينبغي عليهم فعله هو أن لا يخرجوا منها خشية أن يصيبوا الأصحاء.
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه عنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : ” إذَا سمِعْتُمْ الطَّاعُونَ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإذَا وقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا “.
(متفقٌ عليهِ: البخاري ومسلم)
وكذلك المصابون بالأمراض المعدية يجب أن يكونوا في منأى عن الأصحاء . حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ” لا يورد ممرض على مصح. ” كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم جمع بين قوله (لا عدوى) وبين قوله (وفرّ المجذوم كما تفر من الأسد) حيث قال ( لا عدوى ولا طيرة…. وفرّ من المجذوم كما تفرّ من الأسد) ليرشدنا لكيفية التعامل مع الاوبئة والامراض. وأيضا فالنظافة من أهم الأسباب التي تقي من الامراض والأوبئة فقد قال صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم عن أبي مالك الأشعري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ” الطهـور شطر الإيمــان ” (رواه أحمد ومسلم، والترمذي، كما في الجامع الصغير، وهو من أحاديث الأربعين النووية الشهيرة).
- التحصين بالأدعية من القران والسنة من الاوبئة والامراض :
ورد عن السلف الصالح أن هناك ذكر واحد ينفع الإنسان ويحصنه ويقيه من المرض وقت انتشار الأوبئة، يأتي هناك التسبيح كحل للنجاة من تلك الأوبئة وذلك تصديقا لقوله تعالى :
” فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) ” سورة الصافات
فالتسبيح هناك كان الطريق الذي نجى بيه الله عزوجل نبيه من هذا الكرب والابتلاء. وكذلك التحصن بالأدعية والأذكار الشرعية من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الاستعاذة بالله من
” مِنْ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئْ الْأَسْقَامِ. ” رواه أبو داود
وأيضا الدعاء بهذا الدعاء قبل النوم وعند الاستيقاظ من النوم
” تحصنت بذي العزة، واعتصمت برب الملكوت، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، اللهم اصرف عنا الوباء، بلطفك يا لطيف، إنك على كل شيء قدير “
أدعية أخرى :
” أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ “.
” أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا “.
” اللهمَّ عافِني في بدني، اللهمَّ عافِني في سمعي، اللهمَّ عافِني في بصري “
” اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وإنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَة “
” اللهم إني أعوذ بك مِنْ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئْ الْأَسْقَامِ “
” اللهم اهدِني فيمن هديتَ، وعافني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِكْ لي فيما أعطيتَ، وقِني شرَّ ما قضيتَ، إنك تَقضي ولا يُقضَى عليك، إنه لا يَذِلُّ من والَيتَ، تباركْتَ وتعالَيْتَ “
” أعوذُ باللَّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ مِن هَمزِهِ، ونَفخِهِ ونَفثِهِ “
” أَعوذُ بكلِماتِ اللهِ التامَّاتِ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ، مِن شرِّ ما خلقَ، وذرأَ، وبرأَ، ومِن شرِّ ما ينزِلُ مِن السَّماءِ، ومِن شرِّ ما يعرُجُ فيها، ومِن شرِّ ما ذرأَ في الأرضِ وبرأَ، ومِن شرِّ ما يَخرجُ مِنها، ومِن شرِّ فِتَنِ اللَّيلِ والنَّهارِ، ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ يطرُقُ، إلَّا طارقًا يطرقُ بِخَيرٍ، يا رَحمنُ “
” أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ “
” تحصنت بذي العزة، واعتصمت برب الملكوت، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، اللهم اصرف عنا الوباء، بلطفك يا لطيف، إنك على كل شيء قدير. “